[size=16]ظهرت مدن الساحل الجزائري القرن الثاني عشر ق.م مع الامتداد الفينيقي التجاري على الساحل الشمالي لافريقيا حيث أدخل الفينيقيون زراعات وتقنيات جديدة مثل زراعة الكروم والزيتون والتين وصناعة التصديف كما أدخلوا فنوناً معمارية جديدة أخرجت الناس من الكهوف وإبان الحرب البونية «الرومانية ـ القرطاجية» ظهرت عدة دول في البلاد كان أهمها نوميديا(208 ـ 148ق.م) والتي شغلت معظم المناطق الجزائرية الحالية الواقعة شمالي الصحراء وقد تحولت نوميديا إلى دولة للرومان بعد سقوط قرطاجة في 146 ق.م ثم إلى مقاطعة رومانية وقد تضاءلت مساحتها.
فرض الرومان سيطرتهم حتى القرن الخامس حين حل محلهم قبائل الغاندال الرُّحَّل الجرمانية الأصل وفي القرن السادس استعادها البيزنطيون. استطاع المحتلون الثلاثة الرومان والغاندال والبيزنطيون أن يفرضوا عقيدتهم المسيحية في الساحل في حين احتفظت قبائل البربر في الجبال وصحاري الداخل باستقلالها. الفتح الإسلامي:
بدأ الفتح الإسلامي لشمالي إفريقيا في منتصف القرن السابع وتعزر بعد إنشاء مدينة القيروان في تونس. اصطدم الفاتحون المسلمون بفريقين: قبائل البربر الذين توحدوا في دولة بربرية ومركزها المغرب الشرقي. البيزنطيون الذين تمسكوا بمدن الساحل. تمكَّن المسلمون من النصر على الفريقين ودخل البربر بأغلبيتهم في الإسلام فيما تم طرد البيزنطيين وامتدت سلطة الخلافتين الأموية والعباسية إلى تلك الأرض.
وفي 756م زالت سلطة العباسيين من منطقة الغرب كلها وقامت دولة الخوارج ومركزها تلمسان ثم استعاد العباسيون سلطتهم في القسم الشرقي من المغرب بعد عام 761م غير أن معظم أرض الجزائر الحالية خضعت لعددٍ من الدول الصغرى التي كانت تعتنق مذاهب مختلفة وفي القرن التاسع انتقل مركز الخوارج البربر من تلمسان إلى تيارت. وإبان محاولة سيطرة الأغالبة المغاربة على الغرب كله وقف البربر في وجههم واعتنقوا التشيُّع وأقاموا الحكم العبيدي في المغرب الأوسط في 910م. غير أن العبيديين واجهوا تمردات عديدة أعنفها ثورة أبي يزيد فنقلوا مركز حكمهم إلى مصر سنة 973م فخلفهم اتحادات قبيلة من البربر.
وفي سننة 1050م غزت قبائل بني هلال المصرية منطقة المغرب وألحقت أذى كبيراً باقتصاديات شمالي إفريقيا أعقبتها فترة من الفوضى انهاها المرابطون القادمون من المغرب وفرضوا سيطرتهم على ما يعتبر اليوم منطقة الجزائر وهران وخلفهم الموحدِّون في 1147م والذين استطاعوا بفضل الله عز وجل توحيد منطقة الغرب كلها مع إسبانيا الإسلامية «الأندلس» كما شهدت هذه الفترة ازدهاراً ثقافياً واقتصادياً وخصوصاً في تلمسان وتوسَّعت التجارة مع السواحل الشمالية للمتوسِّط. ثم في حوالي 1250م صارت المنطقة تعيش في حالة فوضى وتفكُّك برز خلالها بنو عبد الواد من زنانة كقوة صغرى وبدأ شكل من انحسار شامل دام قرنين وفي نهايتهما كانت لغة البربر قد تراجعت أمام اللغة العربية.
وتحوَّلت مدن الساحل بما فيها الجزائر إلى دويلات مستقلة تعيش بشكل أساسي على القرصنة وقد دام هذا الوضع حتى احتلال الإسبان لهذه المنطقة والذي دام نحو عقدين من الزمن. وفي 1516م استنجد أهالي مدينة الجزائر بالوالي العثماني، فاستطاع إخراج الإسبان من الساحل كما أعاد فتح تلمسان في الداخل وبويع سلطاناً على البلاد
[/size]