تمثل منطقة القبائل في الجزائر عالم غريب ينجذب
الكثيرون لمعرفته هذا مع العلم ان كل مجتمع في
الجزائر لديه خواصه وخصوصياته وطقوسه حتى.
وتمثل الحياة الاجتماعية لهذه المنطقة شيئا يثير
الاستغراب من حيث مدى انغماس السكان فيها
وتجردهم من الاختلاط بأي عالم كان . وقد يصل
المتمرد على هذه الحياة الى ما يعرف بالفقدان
وهو فقدان عضوية الانتساب لتلك القرية او
لقبيلة التي يعيش فيها وبالتالي لا يساعده احد ولا يحضر جنازته احد بل وهو ممنوع منعا باتا .اما في ما يخص السكان فيمكن التركيز على المرأة
بشكل اكبر على اساس انها كائن يستحق التعرف
عليه في ذلك الوقت ويستحق فعلا الرثاء
على حاله رغم انها كانت فخورة جدا بما تقدمه
لحياتها.ترتكز الحياة القبائلية -او ان صح التعبير
الزواوية لكون هذا هو الاسم الاصلي
والاصح - على ثلاث اشياء العمل ،الرجل ، ثم المرأة
وحياة الرجل ترتكز ايضا على ثلاث ايضا الارض ، البقرة ، ثم المرأة هكذا قال احد الكتاب الاجانب بمعنى ان البقرة =المرأة في قلب الرجل -ان كان له قلب-
.من جانب بسيط جدا هذا صحيح لكن انا سأتحدث
عن المرأة والقارئ يحكم .بالنسبة للمرأة حياتها
كذلك متوقف على شيئين الرجل والعمل بالبيت
والارض فرغم ان الرجل الزواوي غيور جدا الا انه
يسمح لزوجته بالعمل بحراثة الارض والسقي
والغرس والزرع وجمع الفواكه او حبات الزيتون الذي اقول عن خبرة انها عملية شاقة جدا مع حريتي فما بالك مع الاضطهاد .كما انها تقوم
ملئ الجرار بالمياه من الاعين وتشتغل بالبيت
وتغزل وتنسج وهي على الدوام في الانتاج
.لماذا لأنها منذ ولادتها تفكر امها على انها
سوف تعيد نفس ما مرت به هي لذلك فحتى
الحنان ممنوع ، يجب ان تربى بشكل قاس حتى
تتمكن من التأقلم مع اي مشاكل أو مشاق ولا يكون
لها اي احتفال الى غاية يوم زفافها الذي يجعلها تحت رحمة شخص ممكن اقسى من ابيها او ان كان قد احبها فقد نجت .لكن في حالة لم يكن بينهما
وفاق فهي إذا تطلقت لا تعود الى بيت اهلها مرفوعة
الرأس انما لا تخرج من البيت اطلاقا ، فإن اراد
ان يعيدها في الاصل يبقيها هناك سنتين او سنة
لتتعظ وترضى بحالها وإن لم يردها وخطبها
احد ما يعطيها له ، هذا الزوج الاول بمعنى
ان الزوج هو الذي يزوج المرأة التي كانت
زوجته .....والتفاصيل كثيرة ....المرأة حياتها
متوقفة على كبرياء الرجل كل شيء تحت سلطته
وقد جرت العادة في المنطقة انه اذا صعبت قضية
على الرجل وكان حللها بذكاء المرأة وهو يعرف ان ذلك هو الخلاص الوحيد لا يأخذ برأيها حيث يقول لها رأي سديد لو انه لم يأتي من امرأة -طبعا
ليس الكل فالاستثناءات في كل شيء موجودة
-بمعنى انهيعتقد ان المرأة لا تفكر وعليها فقط
العمل على راحته هو لا غير حتى انها تشتغل
اكثر مما يشتغل هو رغم ان البنية الجسمية
له قوية جدا ، وبالتالي مع مرور الايام تشيخ
المرأة بسرعة وتصبح يداها وكأنها يدي رجل
هذا واكبر اهتمام لدى الرجل هو انجاب الذكور الذين سيدافعون عن القبيلة ويرفعون اسم أبيهم بين الاعضاء البارزين في القبيلة ، لذلك فويل
على التي تنجب الاناث حتى ان والدهن يصبح
مضرب المثل في اليتم وقطيعة النسل .لذلك
فالمرأة تقوم بطقوس غريبة جدا ومزارات للأولياء
الصالحين من أجل ان تلد الذكور والكثير منهم
وتدفعها العجوز لفعل هذه الطقوس مع تأخر
بسيط جدا في الحمل - سيتم ذكر هذه الامور
مع مقال اخر -لحد القرن العشرين كان المجتمع الزواوي يتخبط في مثل هذه الحياة السريعة والمليئة بالخرافات والاباطيل والشعوذات حتى اني اسمع
منها الكثير من الوالدة التي عاشت نصف حياتها
على ذلك النمط حيث اصبحت تعتبر بعض هذه
الامور غبية وانها لو كانت الان لما قامت بها
وهي تعمل كل وسعها حتى لا تكون حياة بناتها
مثل حياتها .لكن يمكن القول انه ووسط كل
هذه الامور هناك اشياء كثيرة ايجابية اهمها
العفة -الشجاعة-الكرم المبالغ فيه -النزاهة -الحب العذري-الاخلاص واهم شيء وهو قوة كلمة الجماعة التي تمثل القانون الذي تسير به تلك المجتمعات .